كيف نقرأ ما حدث ويحدث في ولاية الجزيرة من ناحية سياسية

بعد الدمار الذي حدث بولاية الخرطوم تحولت ولاية الجزيرة الي بؤرة للعمل السياسي المدني المرتبط بالجماهير على الارض. وإن ما حدث ويحدث بولاية الجزيرة خلال الايام القليلة الماضية يشكل ضربة قوية لهذا النمط من العمل السياسي الصحيح والفعال.

لست من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة، ولكن كل من الدعم السريع والجيش والاسلاميين لديهم مصلحة قوية في تصفية اي عمل سياسي مدني يمكن ان يهدد مسار تركيع الشعب واخراجه من العملية السياسية.

قحت ومجموعتها المجتمعة في نيروبي هذه الايام ليست لديهم مصلحة مباشرة في تصفية العمل السياسي المرتبط بالجماهير على الارض فهم في الحقيقة غير معنيين به ويعولون على العامل الخارجي والضغوط الدولية والاقليمية أكثر من رهانهم على الجماهير.

لا اقول انه ثمة مؤامرة، ولكننا ازاء حالة التقاء مصالح بدرجات متفاوتة

اذن ما العمل؟

اولاً: قد تحدثنا فور احتلال ميليشيا الدعم السريع الخرطوم انه سوف لن تكون هناك مدينة في مأمن من الحرب ودعونا الي التقاط الانفاس سريعا وقيادة تحركات على مستوي الشارع فتحركات الشارع تخيف الجميع وعلى رأسهم ميليشيا الدعم السريع.

ثانياً: لابد من استعادة مواقع العمل السياسي والجماهيري التي تلقت ضربة قوية بأحداث ولاية الجزيرة وهنا يقع عبء كبير على لجان المقاومة والجبهة النقابية في استعادة زمام المبادرة فوراً، كما يقع علينا نحن واجب أكبر في الدعم والالتفاف خلف هذه الاجسام وغيرها من الاجسام الجماهيرية في الداخل، هذا هو الواجب الوطني المقدس في هذه اللحظات الصعبة.

ثالثا: من يعملون من الخارج لا نبخس مجهوداتهم فأي مجهود في اتجاه وقف الحرب مطلوب في هذه الاوقات العصيبة، ولكن ليكن العمل الخارجي مرأة لنشاط الجماهير في الداخل فالقيادة الفعلية والحقيقية في الداخل وليس الخارج، وحديثنا في مع الاطراف الخارجية ينبغي ان ينقل نبض الداخل وليس تصوراتنا الخاصة عن الوضع، فالواقع الحالي قد تجاوز كل التصورات ذات الطابع التجريدي منذ الوثيقة الدستورية مرورا بالاتفاق الإطاري وانتهاءاً بلحظة اندلاع الحرب.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *