حركة العصر الجديد

هذا مقال تحديثي لمساهمة فكرية عمرها أكثر من عشرة أعوام، نتعرف فيه هذه الفلسفة الكونية نحو الخلاص ونتابع تطورها.

الروح ترى من خلال لهيب الجسد

ويكشف الجسد عن وجه الروح المقدسة

تتابعت الحركات الثقافية والفلسفية الكونية وأنتج العقل الانساني كما هائلا من الايدولوجيات والافكار في القرن الماضي، وتلمست الصفوة واعتنقت حركات متجددة ومتطورة كل يوم وتلاشت الآن حركات وفلسفات أسست لعالم صناعي متطور وقبل ان نستبين ملامح حركة الكمبيوتر والاتصالات الأثيرية باغتتنا حركة جديدة ذات اتجاه مغاير ومخيف.

بدأ هناك إدراك ما بالبعد الروحي في الإنسان بعد أن كانت الرؤية المادية هي الأكثر سوادا في القرن العشرين. هذا الإدراك يعبر عن نفسه في انتشار دوائر تحاول تنمية هذا الجانب من خلال التأمل وإيقاظ الوعي الروحي وتنشيط الطاقة الروحية بصور كثيرة ومتعددة في العالم أجمع وتلقى إقبالا من كثيرين يقول معظمهم بأنه يشعر بفراغ ما داخلي ويحتاج إلى شيء معنوي يملأ هذا حركة العصر الجديد The New Age Movement – NAM التي تهدف الي إحياء القّيم الروحية المقدسة وتسمى ايضا بحركة إعادة الانتاج المقدس. لقد هزمت هذه الحركة الغرب ثقافيا واضطرته الي تغير اتجاهاته الفكرية في جميع النواحي الاجتماعية، الروحية والعقائدية.

الحركة علمانية مغلفة بديانة مركبة من مجموع الاديان الشرقية وفلسفات غامضة ونجد تأثير واضح للديانات الهندوسية والبوذية بالإضافة الي الاكوتوليزم الغربية وهي فلسفة تؤمن بالغيبيات وخوارق الأشياء.‏

تهدف الحركة الي انتاج الانسان الكامل عبر الرياضة والصفاء الروحي حتى يصل الانسان الي الكمال. وفكرة الانسان الكامل فكرة ضاربة في القدم وقد تحدثت كافة الأديان الإلهية ـ ولا سيما الإبراهيمية منها ـ عن الإنسان الكامل. وهناك كتب لبعض العارفين تحمل هذا العنوان قد وصلت إلى أيدينا كتب مثل الإنسان الكامل لـ عزيز الدين النسفي – [القرن 7هـ] و الإنسان الكامل لـ عبدالكريم الجيلي – [القرن 9هـ]

ان التشتت الاجتماعي الذي سببته الحروب والتهديد الذي سببته وآخرها سلالات الكورنا و تحوراتها المتزايدة مع فشل الافكار والنظريات المادية وتدهور الاخلاق والقيم.

كل ذلك جلب احساسا قاسيا بـ اللاجدوى والخيبة والفراغ في المجتمعات الغربية. واصبح مهندس الكمبيوتر في شركات انتاج تكنولوجيا المعلومات في سيدني وملبورن يلجأ الي المعابد البوذية واسعة الانتشار في استراليا، بل من المدهش حقا ان تجد الفتيات ذوات الاصول الانجلوساكسونية خريجات جامعة ملبورن وفكتوريا يوزعن صلوات هاري كريشنا الهندي في وسط مدينة ملبورن التجاري بل يدعونك في “ادم جم” لتصفية الروح والالتحاق بجلسات الذكر.

ان قصور الانظمة الغربية باعتمادها على العلاج الكيمائي بالإضافة للآثار السالبة للمضادات الحيوية وخيبة العلم والتكنولوجيا في مقارعة الكوارث الطبيعية. جعل الملايين يلتفتون الي الشرق ونظرياته الفلسفية وطرق التداوي ونشأ في الغرب الآن ما يعرف بالعلاج البديل ويوجد حاليا ما يزيد عن 180 طريقة للعلاج البديل.

النظرية تتطور ببطء وظهرت اولى اشارتها في القرن السادس عشر ويوجد حاليا ما يزيد عن 6 مليون موقع في الانترنت تدعو وتبشر بهذه النظرية الجديدة.

ولحركة العصر الجديد اتباع في مختلف انحاء العالم موزعين بين اندية ومنظمات ومجموعات روحية تعد العالم بأجمعه للعصر الاكواري الذي بدأنا نعيشه الآن بعد عصر الحوت الذي تميز بالعقلانية والمنطقية ويسمى بعصر ثورة الكمبيوتر والاتصالات الاثيرية.

وهنالك عدة منظمات قامت على هذه النظرية وأشهرها منظمة امنستي العالمية التي تعنى بحقوق الانسان ومنها نادي روما ومدرسة الوحدة المسيحية. تؤمن الحركة او النظرية بوجود الخير والشرارة المقدسة في الانسان ولكن لا توجد للنظرية منهجية للاعتقاد او للعبادة ولا سلطة مركزية او قائد رسمي او قائمة بالأعضاء او مكتب رئيسي. كل ما هنالك شبكات من المجموعات تعمل معا لتحقيق السلم العالمي والحب الكوني. ويوجد الملايين من اتباع هذه الحركة يبشرون بانتظام الكون وتحوله من الفوضى العارمة الى النظام التام.

باختصار حركة العصر الجديد هي حركة متطورة باستمرار تم استنباطها من علم الفلك الذي يفيد بان الارض في مرحلة انتقالية من مرحلة عصر الحوت الي عصر الجدي الذي يتميز بالواقعية والمنطق، المعرفة والحب.

وبالرغم من الغلاف الديني الذي تستخدمه النظرية الا انها تنفي وجود الآلهة وترجع القداسة الي الانسان الكامل المبادر وان الأنسان هو مقياس كل شيء وهو المتحكم في كل شيء وان الشيطان ما هو الا الفشل وانه بالتجربة نصل الي الحقيقة واغرب ما في النظرية هو اعتقادها بإحلال الروح في عدة اجساد لتصل الي الخلود وان الخلاص في مواجهة النفس وان العيب الوحيد هو الجهل.

نحن الآن في بدايات عصر الدلو، عصر الطاقات الروحية والمسيح الدجال، واظهرت بعض الدراسات الحديثة اعتناق عدد كبير من الغربيين لهذه الديانة الجديدة حيث يؤمن ٦٠٪؜ من الأمريكان بوجود الروح او الله في اشكال متعددة .

أما بالنسبة للمؤمنين من الديانات الابراهيميةً فالخلاص بما لديهم من عقائد وتعاليم وعليهم استيعاب الاعتقادات الجديدة والمساهمة في توجيها إلى منتهاها.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *