كيف تحافظ على صحة جهازك التنفسي

يعد جهازنا التنفسي في غاية الأهمية حيث تقع عليه مسؤولية تزويد الجسم بالأكسجين الكافي لتقوم بقية الأعضاء بوظائفها بسهولة ويسر، كما أنه يعمل على طرح غاز الكربون أثناء عملية الزفير.

يتعرض الجهاز التنفسي للعديد من العوامل المؤذية من المحيط الذي نعيش فيه وبشكل خاص العوامل الملوثة للهواء والتي تعتبر العدو اللدود للرئتين مثل المواد الكيميائيّة والمنظّفات ونواتج التدخين، وغيرها مما يجعل الرئتين عرضةً لأمراضٍ مختلفة تؤثر سلباً على نمط حياتنا وتقصر من سنوات العمر وبخاصة إذا كان الجهاز التنفسي يعاني أصلاً من مشكلة أو مرضٍ ما.

من هنا علينا أن نتبع وسائل وقائية لتجنب العوامل المؤذية لجهازنا التنفسي. في هذه المقالة سوف نقدم أهم النصائح للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وأهمها:


الابتعاد عن التدخين

يُعتبر التدخين بكافة أشكاله العدو الأكبر للجهاز التنفسي، فلا يوجد نمط آمن تماماً للتدخين فجميع أشكال التبغ مؤذية (سيجارة، سيجار، غليون، نرجيلة وغيرها)، كما أنه لا يوجد هناك حدٌ آمن للتدخين فحتى تدخين بضع سجائر يومياً يُعتبر ضاراً.


التدخين يدمر الرئتين ويؤذي جميع أجزائهما فهو يزيد كمية ولزوجة المخاط المتراكم في القصبات الصغيرة مما يؤدي لتضيقها وانسدادها ويعيق دخول الهواء وخروجه بحرية، وما يزيد الأمر سوءاً أنه يؤذي الشعيرات التنفسية الدقيقة فلا تتمكن القصبات من تنظيف نفسها وطرد المخاط بفعالية. يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض منها سرطان الرئة والأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة، كما يحرض حدوث نوبات الربو. أما خارج الجهاز التنفسي فله أضرارٌ لا تعدّ ولا تحصى فهو يزيد من خطر حدوث الأمراض القلبية الوعائية والجلطات الدماغية ويسرع من شيخوخة الجلد.


من الهام الإقلاع عن التدخين بأسرع وقتٍ ممكن، فكلما أقلع الإنسان باكراً كانت فوائد هذا الإقلاع أكبر، كما انه من المهم الحرص على تعليم الأطفال العادات الصحية وتوعيتهم بأضرار التدخين، والحرص على تجنب التدخين السلبي ما أمكن ذلك.


تجنب ملوثات الهواء

لا يقتصر تلوث الهواء على دخان المصانع والسيارات والتي تزداد يوماً بعد يوم نتيجة التقدم الصناعي الهائل الذي حدث في السنوات الأخيرة، لكن تلوث الهواء يشمل الملوثات الموجودة في المنزل مثل المواد الكيماوية المستخدمة في التنظيف أو الأصبغة وغيرها.


قد لا يمكننا فعل الكثير تجاه دخان السيارات والمصانع، لكن بالتأكيد يمكن اتخاذ بضع خطوات لتقليل المواد الكيماوية داخل المنزل، والحرص على تهويته جيداً، وتجنب استخدام المدافئ المكشوفة فبالرغم من جمال وجاذبية هذه المدافئ إلا أن نواتج الاحتراق تلوث هواء المنزل بشدة، لذا ينصح باستبدالها بمدافئ كهربائية.


الوقاية من الإنتانات المختلفة

قد يكون الرشح أو الإنتانات التنفسية خطيرةً في بعض الأحيان، وهنالك العديد من الخطوات الفعالة التي يمكنك فعلها لحماية الجهاز التنفسي; غسل اليدين جيداً بالماء والصابون.
تجنب الأماكن المزدحمة خلال مواسم الرشح والانفلونزا.
من المفضل الحصول على لقاحات ضد الانفلونزا وضد المكورات الرئوية وذلك وفق ما يراه الطبيب مناسباً لحالة الشخص الصحية.
أما بعد الإصابة بالإنتان، فمن الهام الحرص على عدم نقل المرض للغير، وذلك بترك مسافة تباعد مع الآخرين واستخدام الأدوات الخاصة وعدم مشاركتها والبقاء في المنزل بعيداً عن العمل أو المدرسة لحين الشفاء. كما إنه من الهام علاج الإنتان بالطريقة التي ينصح بها الطبيب والالتزام بجرعات المضادات الحيوية الموصوفة وذلك لتجنب نكس المرض.


ممارسة التمارين الرياضية

سواء كان الشخص صغيراً في السن أم كبيراً، نحيلاً أم بديناً، سليم الجسم أو لديه مرض مزمن أو عجز ما، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تُساعد في الحفاظ على سلامة الجهاز التنفسي. من الهام ان يكون الشخص حيوياً، فممارسة الرياضة لنصف ساعة يومياً لها نتائج سحرية على الجسم، يمكنك المشي قليلاً أو صعود الدرج بدل استخدام المصاعد هذا سيقوي عضلاتك، ويحسن كفاءة عمل قلبك ويخفف الجهد الذي تتحمله الرئتين، وخلال أسابيع قليلة ستلاحظ الفرق.


لا شيء يعيق التمارين الرياضية، فحتى لو كنت مصاباً بالربو ويزداد وضعك سوءاً مع الرياضة هذا يعني أنه يجب استشارة الطبيب وتعديل الأدوية وطلب النصح بخصوص التمارين المناسبة لك ولصحتك، ولا يعني مطلقاً انه يجب التوقف عن الحركة.


التغذية

يجب أن يكون النظام الغذائي متوازناً وذلك لأن التغذية الجيدة ضروريّة جداً لمساعدة الجسم على مقاومة الإنتانات المختلفة. لذا يجب شرب كميات كافية من السوائل (على الأقل 6 إلى 8 أكواب في اليوم)، وتناول طعام صحي غني بالخضار والفواكه، والابتعاد عن الدهون المشبعة وهذا هام بشكل خاص لمرضى الربو فالدهون المشبعة تعيق عمل أدوية الربو وتقلل من فعاليتها.

من أهم الأغذية الصديقة للرئتين البندورة والتفاح والقرع العسلي والتوت البري والملفوف الأحمر والكركم وزيت الزيتون واللبن والكاكاو والقهوة، ومن الهام للجميع وبخاصة المدخنين تناول الأغذية الغنية بالفيتامين C والفيتامينE والأوميجا 3 مضادات الأكسدة فهذه المكونات تحمي الرئتين من الأذية.

علاج البدانة وضبط الوزن هو أمرٌ هام آخر، فالكيلوغرامات الزائدة تضع حملاً إضافياً على مفاصلك وعظامك وقلبك ورئتيك.


تعليم الأطفال العادات الصحية

قد تبدو هذه النصيحة هي الأفضل، فاكتساب العادات الصحية باكراً يجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان. لذا من الهام تعليم الأطفال العادات الصحية مثل غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، واستخدام المناديل عند السعال او العطاس، والسعال في المرفق بدلاً من راحة اليد وغيرها.


استشارة الطبيب

عندما تشكو من أي عرض لا بد من استشارة الطبيب، فالتشخيص الباكر والعلاج المناسب سيحسن من فرص الشفاء ويقلل التأثيرات والمضاعفات المترتبة على المرض. من الهام أن تتصل بالطبيب إذا كنت تشكو من ضيق نفس، أو سعال مزمن، او ألم في الصدر، وكذلك عند سماع صوت وزيز عند التعب أو الجهد فهذه كلها دلالاتٌ لمرض صدري يجب علاجه.


من الهام الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والابتعاد عن مصادر الحساسية، وتناول الدواء بالجرعات الموصوفة ولكامل فترة العلاج وعدم إيقافه حتى لو شعر المريض بتحسن.


المراجع


The Lung Association: Prevent Lung Disease
American Lung Association: Protecting your Lungs
Cleveland Clinic: COPD: Prevention Infection & Avoiding Irritants: Prevention
National Asthma Council: Asthma & Healthy Living
UPMC: How Smoking Cigarettes Affects Your Lungs

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *