الي أهلنا في ولايات سنار والجزيرة والخرطوم

أرجوكم لا تستعجلوا

في اعقاب سيطرة الجيش علي كل من سنجة و مدني ومناطق اخري من ولاية الجزيرة، ثم تمكنه من السيطرة علي قسم كبير من محليتي بحري والخرطوم بدأت تنشط دعوات ومناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو المواطنين للعودة الي منازلهم.

من يتابع هذه الدعوات المتواترة يلحظ ان غالبيتها صادرة من عناصر في جهاز المخابرات العامة الامر الذي يشير الي أن مصدرها هو إدارة الاعلام بجهاز الأمن الذي غير البرهان اسمه الي جهاز المخابرات العامة.

هذه الدعوات تعتبر أمراً خطيراً ومميتاً للمواطنين الابرياء كما تعكس حالة متأخرة من عدم الاحترافية والمسئولية التي تعاني منها هذه المؤسسة الامنية. فمن المعلوم انه وفي مثل هذه المواقف فإن التمهيد لعودة المدنيين يمر بثلاث مراحل هي:

الأولي: مرحلة فرض السيطرة العسكرية وتقع هذه المرحلة على عاتق القوات المسلحة حيث يتم تأمين المنطقة المحررة ممن تبقي من جيوب القوات المعادية والتأكد من عدم قدرة العدو على العودة مجدداً.

الثانية: مرحلة التأمين العسكري الامني: وهي مرحلة تقوم فيها القوات المسلحة بتطهير المنطقة من مخلفات بقايا الاسلحة والذخائر غير المنفجرة والالغام كما تقوم قوات الدفاع المدني بالتعاون مع الهلال الاحمر برفع الجثث والمخلفات والتوثيق لها ودفنها كما تقوم الشؤون الهندسية بإعادة فتح وتمهيد الطرق واعادة الخدمات الاساسية من مياه وكهرباء واتصالات. كذلك تقع على عاتق جهاز المخابرات مهمة رئيسية تتعلق بتوفير المعلومات المطلوبة للتصدي لمحاولات التخريب والارهاب التي قد تقوم بها الميليشيا. كذلك وضع تصورات عن المشكلات والتوترات الاجتماعية التي قد تنشب بين السكان المحليين نتيجة لهذه الحرب ووضع اقتراحات حول كيفية التصدي لها توضع على منضدة الجهات المعنية.

الثالثة وهي مرحلة عودة المرافق الخدمية للعمل وعلي راسها المستشفيات والمدارس والبنوك واقسام الشرطة والجوازات والسجل المدني والمرور وعودة السلطات المحلية لمزاولة اعمالها في المنطقة. ايضا اتخاذ التدابير اللازمة لفتح الاسواق وانسياب السلع.

حتى هذه اللحظة لم ترفع القوات المسلحة ولا بقية الاجهزة الأمنية ولا السلطات المحلية تمامها للمواطن فيما يخص هذه المراحل الثلاث وما أنجز من مهامها. بل في المقابل يلحون على المواطن بالعودة ليتولى القيام بهذه المهام بالإنابة عنهم في موقف يعكس حالة الفشل ونقص الاحترافية التي تعاني منها هذه المؤسسات.

إن المواطنين العزل لن يطهروا الارض من مخلفات الذخائر والالغام ولن يؤمنوا المنطقة من المسيرات التي تضرب البنية التحتية ومحاولات التخريب التي تقوم بها ميليشيا الدعم السريع، وبالتالي فإن عودة المواطنين الي بيوتهم دون التأكد من قيام السلطات المعنية بهذه المهام الثلاث اعلاه هو بمثابة انتحار والقاء بالمواطنين والاسر في التهلكة.

أناشد جميع مواطني ولايات سنجة والجزيرة والخرطوم التريث في العودة الي حين التأكد بان الجهات المختصة قد قامت بأداء المهام والواجبات المذكورة في صدر المقال والاعلان عن ذلك صراحة عبر وسائل الاعلام. علينا تشديد الضغط على الجهات ذات الاختصاص القيام بدورها تجاه المواطن وفقاً للمعايير المهنية والاحترافية الواجب عليهم تطبيقها في هذه الحالات.

ختاماً نتمنى الاستقرار والسلامة لجميع ابناء شعبنا في كل بقاع السودان والعودة الامنة العاجلة لكل من هجر من داره، والسلام ختام.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *