في لندن نعتوهم بالكيزان… فهل هم من ضيعوا بيت السودان؟

الدعوة للمظاهره السبت ١٤ اكتوبر ٢٠٢٣ - لندن

الدعوة للمظاهره السبت ١٤ اكتوبر ٢٠٢٣ – لندن

إستجاب مجموعة من المهاجرين السودانيين من العديد من مُدن بريطانيا لمظاهرة قوية ومؤثرة تمت الدعوة لها من قبل روابط أبناء دارفور بالمملكة المتحدة للتعبير عن استنكارهم للابادات الجماعية التي شهدها السودان في الآونة الاخيره وكانت بتاريخ السبت ١٤ اكتوبر ٢٠٢٣. رغم تحملهم العديد من التحديات والصعوبات، نجح هؤلاء الشباب في الوصول إلى بريطانيا وقرروا أن يكونوا صوتاً عالياً ينادي بوقف الظلم والجرائم التي ارتُكِبَتِ بحق شعبهم.

رغم حالتهم كلاجئين، استطاع هؤلاء الشباب تنظيم مظاهرة سلمية تعكس غضبهم وتأثُرهم بالابادات الجماعية التي شهدها وطنهم. اجتمعوا في ساحات رئيسية في لندن حاملين لافتات وصوراً تكشف تجربة شعبهم وتناشِد بوقف العنف وإحقاق العدالة.

ثم خرجت مجموعة من حيتان الجالية السودانية في بريطانيا الذين اعتادوا على هضم حقوق أبناء وطنهم و التسلق على اكتافهم. الذين عندما تطالبهم حكومة الدولة بإثبات دورهم في اعانة هؤلاء الشباب يقومون فقط بالتقاط الصور معهم للحصول على الجوائز المجتمعية ومن ثُم تركهم غارقين في التشرد والضياع. ونعتوهم بانهم بقايا النظام البائد (كيزان) هل يعقل ذالك وهم يحملون صور احمد هارون و المعزول ويهتفون ويغنون ضدهم؟

تُعَد هذه المظاهرة استمراراً لنضال هؤلاء الشباب المهاجرين في الدفاع عن حقوقهم وحقوق شعبهم في العدالة والمساواة. وإشارتهم إلى معاناتهم وإصرارهم على التعبير عنها في أرضٍ أجنبية يُجسد إصرارهم وإيمانهم بأهمية العدالة وحقوق الإنسان. فبينهم ذات الشباب الذين عاشوا اعتصام القيادة العامة بكل تفاصيله وعاشوا فضه ووقفوا ضد الانظمة الدكتاتورية عند انقطاع الإنترنت عن السودان فكانوا هم صوت الشعب، والان عند اشتداد الحرب هم أيضاً صوت شعبهم ومقاومته بالخارج.

مجلة يا شباب الالكترونية السودانية حي راتلاند قيت اللندني

حي راتلاند قيت اللندني بالوسط الملكي

اما تماسيح الجالية السودانيه في لندن منذ العام ٢٠١٢ لم يقدموا شيء غير التشرذم و التدمير والضعف في الخدمات و تفكيك النسيج الاجتماعي و تجزئة الجالية إلى معسكرات تخدم اجندات ضيقة لقلة من الاشخاص بخلفيات حزبية، واكبر دليل على ذالك هو عدد الاجسام والإنقسامات التي شقّت صف المجتمع السوداني فأصبحنا نجد اكثر من جالية سودانية في المدينة الواحدة.

قارن ذلك بالحجم الحقيقي للجالية السودانية الأُم بلندن متمثلاً في حجم مقرها والذي يتكون من مكتب إيجار لا يتعدى المتر في متر ونصف من المساحة. ولا ننسى الصمت الغريب بعد فقداننا لـبيت السودان بالوسط الملكي اللندني في راتلاند غايت [31 – 32 – SW7 – Rutland Gate]، ومجموعة من العقارات بقيمة 24 مليوناً و995 ألف جنيه إسترليني (33.34 مليون دولار). نتساءل.. أين كان دور الجالية السودانية الام بلندن؟ في تلك الفترة من كان المسؤول؟.. من البائع؟.. من المشتري؟.. ومن الذي قبض ثمن الصمت؟

وبعد نجاح هذه التظاهرات ظهرت بعض الشخصيات من الصحفيين الذين نسمع أقوالهم فقط أمام الكاميرات في أوقات الانتشار الكبير والترند، ولا نجد أي مساهمة لأقلامهم في أي مكان آخر يغذي الصحافة بأي قيمة، بكتابة مقالات مدفوعة لمهاجمة هذه التظاهرات ونشرها عبر الوسائط.

يجب علينا أن نقف إلى جانب شبابنا -خيراً من أن يصطدمون  بعقليات خرِبة- وندعمهم في نضالهم من أجل العدالة والاعتراف بحقوقهم الشرعية، بدلاً عن تخوينهم وإستخدام نفس اساليب النظام البائد في قمعهم، كما يوجد فئة شبابية وأجيال سابقة فُقِدت وستستمر في الضياع بسبب فشل وجود كيان اجتماعي سوداني حقيقي في بريطانيا.

مقالات الوسائط بخصوص المُظاهره

في هذا التسجيل الصوتي، صورة للقارئ حول المستوى الذي وصل إليه الخطاب السياسي المجتمعي في لندن. هذه العقلية هي التي سببت الشرخ في مجتمع السودانيين في بريطانيا. هم الذين اقحموا المجتمع في شقاقات من اجل تصفية حسابات سياسية بينهم. هم من كان من المفترض منهم ان يكونوا القدوة للأجيال القادمة، ويا لها من قدوة!

غوغائية في التعامل وفي النقد تفوق كل توقعات العقل السليم الذي يبحث عن حلول.. ونفس الخطاب الذي كان ينتقد الشباب خلال الثورة مُنذ العام ٢٠١٣. لا يمكن ان تكون هذه العقليات هي نفسها التي تدعي قيادة الحراك النضالي ضد الظلم بل هي عقليات ظلت في ثُبات فكري لعقود من الزمان.. وجدوا في ثورة ديسمبر المجيدة فرصة لتعويض كُل الأحلام التي لم ينجحوا بتحقيقها. فعكفوا على تصدّر المواقف والآراء دون ذرة عقل ولا دقيقة تفكير. فكان نتاج ذلك ما تستمعون إليه من كلمات في هذا التسجيل الذي تم نشرة عبر الوسائط.

نقد أحد الأشخاص للمُظاهرة

مجهول الهوية

كيف لهذا الشعب ان ينهض وهذه العقليات تتصدر المواقف وتفرض الآراء بأسلوب لا يمت للسياسة ولا حتى للوقار والأدب!

شبابنا هم صوتنا في المجتمع، وعلينا أن نصغي لهم وندعمهم في نضالهم من أجل المساواة والعدالة. عن طريق تعزيز التوعية ودعم حقوق الإنسان، يمكننا جميعاً المساهمة في بناء مستقبل أفضل للجميع داخل السودان وخارجة. لا عن طريق الإعتداء عليهم وشتمهم وتحريك البلاغات ضدهم وتصعيد الإجراءات القانونية عليهم فقط بسبب إختلافهم مع البعض سياسياً او فكرياً او بسبب مواقف وطنية. وليتذكر الجميع أنهم هم الذين يتم مُناشدتهم ليهبوا لحماية ثورتهم.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *