الموسيقار عبد اللطيف خضر ود الحاوي ووالده الحاوي

بحث: عوض الله الشيخ العوض

ولد عبد اللطيف خضر ود الحاوي الموسيقار الأبرز وأشهر عازف للأكورديون في حي البوستة بأم درمان عام 1941م، ودرس المراحل الدراسية الأولية بأم درمان والثانوية بالأحفاد ثم نال دراسة متخصصة في علم الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة  حيث تأثر بالمبدعين الذين كانوا يقطنون الحي وما أكثرهم .

دخل ود الحاوي الإذاعة السودانية من أوسع الأبواب وفي الأصل كان إعجابه كبيراً بالموسيقار برعي محمد دفع الله ويعتبر من أعز أصدقائه له الرحمة، وكان برعي يمثل قدوته في المجال الموسيقي، وهو من الذين قدموا له العون وكان كلما صافح لحناً قدمه له وعندما كان لا يعجبه اللحن يقول له إن هذا اللحن لا يشبهك واعمل حاجة أجمل ليعيد النظر في اللحن.

سافر ود الحاوي إلى القاهرة بغرض التأهل أكثر في مجال الموسيقى، وكان حينها يعمل بالإذاعة السودانية ويدرس بسلاح الخدمة أو ما يعرف الآن بسلاح الموسيقى على أيام الموسيقار أحمد مرجان الذي تخرجت على يديه أجيال من رموز الموسيقى السودانية، كما درس ود الحاوي بموسيقى الشرطة أيضاً، فكرة الدراسة بالقاهرة جاءت من قبل إدارة أوركسترا الإذاعة وكانت المجموعة تضم برعي محمد دفع الله ومحمد عبد الله محمدية والعاقب محمد حسن واستمرت ثلاثة أعوام.

خضر الحاوي - مجلة يا شباب السودانية الالكترونية

خضر الحاوي

من هو والده خضر الحاوي؟

ولد خـضـر رحمة الله اليـاس عمر، المشهور بخـضـر الحــاوي، في العـام ١٨٩٨م. في أم درمان بحي الرباطاب في البوستة جنوب . أستشهد والده في موقعة كرري. تعود جذوره إلى الشريك بالشمالية وينتمي إلى قبيلة الرباطاب التي اشتهر أهلها بالبديهة الحاضرة والذكاء الفطري. لم يتلق تعليماً نظامياً ولكنه كان شغوفاً بالعلم، ولذلك علّم نفسه بنفسه. كان خضر في الخمسينيات يسافر إلى الهند في عدة رحلات بغرض التجارة وجلب البخور، وكل ما له علاقة بالعطارة على نسق أعمامه أصحاب محلات (التيمان)، والتي صارت معلماً بسوق أم درمان ثم انتشرت فروعها في أم درمان.

في واحدة من تلك الرحلات مكث في الهند سبعة أعوام تعلّم خلالها فنون الألعاب السحرية وعاد حاوياً خارقاً في أواخر الخمسينيات ليصبح الحاوي الوحيد في السودان. احتفت العاصمة بحفلاته التي يقيمها لعروض الحواة وقدّم عروضاً أفرحت الناس وأدخلت البهجة في النفوس. في بداية الاستقلال شاهده الزعيم إسماعيل الأزهري وهو يقوم بتقديم ألعابه السحرية البارعة فأعجب به وأصدر توجيهات بأن يطوف الحاوي على المدارس في كل أقاليم السودان لتقديم عروضه التي كانت تجلب السعادة والترويح للتلاميذ، فطاف على العديد من المدارس الأولية في العاصمة وخارجها. كان كذلك يقدّم عروضه في حديقة الحيوانات وحديقة المقرن في أيام الأعياد، وساحة ميدان الخليفة أثناء الاحتفال بالمولد النبوي، من عبارته المشهورة (شخـارم بخـارم).

كان له في ساحة المولد بأم درمان مسرح خشبي ثابت يقدم منه الألعاب السحرية والأراجوز الشهير (مستـر شيـكو) والعزف على آلة الأكورديون، يصحبه في تلك العروض ابناه عبد اللطيف وحسين.

تزوّج خـضـر رحمة الله من آمنة عبد الخالق وله منها أربع بنات وثلاثة أبناء هم: فاروق وعبد اللطيف وحسين. كان يحب الغناء وكان عازفاً على العود والأكورديون وهو الذي علّم أبناءه الموسيقى.

من خلال عروضه كان يقدم فواصل موسيقية وكان يحتاج إلى شخص من ضمن الأسرة ليرافقه، فاختار ابنه عبد اللطيف فعلّمه العزف وبعض أسرار الحـاوي، الأمر الذي انعكس على ابنه فتقطعت دراسته. لم يرث عبد اللطيف ثروة من والده ولكن ورث منه هواية الموسيقى، وحين احترف المهنة صار الموسيقار حاوياً في استنباط الألحان المؤثرة والمؤنسة فبرز إلينا إنساناً مهذباً وموسيقياً وملحناً بارعاً بألحانه الناجحة التي ساهمت كثيراً في نهضة الأغنية السودانية، الشهيـر بــ: (ود الحــاوي).

لقد كان خـضـر الحــاوي أسطورة من أساطير السودان الثقافية، بل كان رائداً في مجال فنون الترفيه وثقافة الطفل في السودان.

التحية لروحه الطاهرة وستبقى ذكراه العطرة خالدة في كتاب الفن والحداثة والإبداع السوداني الأصيل. رحم الله الحاوي المبدع، خـضـر رحمة الله اليـاس، وأسكنه فسيح الجنّات، والتحية لأبنائه وأحفاده المبدعين.

التعليقات 1

  1. كمال محمد الحسن

    رحلوا الي دار الخلود وتركوا خلفهم بصمات لن تنمحي عن ذاكره الأمه السودانيه تناثرت ابداعات عبد اللطيف خضر الحان مموسقه شدا بها كوكبه من المبدعين بل كانت هي انطلاقتهم لعالم الشهره كل ذلك كان في صمت وبعيدا عن الاضواء ألا رحم الله المبدع عبداللطيف خضر

    الرد

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *