اتفق مع خطيبته على كل ترتيبات الزواج بعد سنين من عمله وتعبه جمع ما يلزم لإتمام فرحته وكانت هي في الجانب الاخر تترقب يوم الزفاف، فكل مكالماتهم عبارة عن اسعار الصالات وفساتين الزواج ومحل الإقامة لم يدركا أن عليهم متابعة أيضاً الحالة السياسة ففي لحظه أصبحنا يبحثا عن مخرج آمن من رصاص الحرب.

أصبحت هي في ولاية وهو في أخرى، ضاع عربون الصالة والكوافير والاستديو والباقي توزع بين الايجارات غالية الثمن. أصبح عاطل العمل، تحولت الخرطوم الي مدينه أشباح أدرك هنا الشاب أن الايمان بأقدار الله هي نقطة البداية لكل شيء وأن المال والتخطيط شيء ضروري وكل أمر بمشيئة الله. ففي الحرب مآسي حدثت لغيره أسوء من تعطيل زواج.

يجب علينا جميعاً ان نتحلى بالإيمان فما يحدث، ليس بالأمر الهيّن فما يحدث عبارة عن فتنة والفتنة أشد من القتل وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، لكننا يا للأسف نتبع قانون (أنا ضدك اي كان اتجاهك) – نبحث عن الخلاف في اي شيء، حتى لو كان الرأي الاخر سديد ومنطقي لكن نحاول نفيه دون تفكير بغرض الاستعراض او “الشوو” كأنما أصبحنا نناقش لكي نناقش فكل شيء عنده وقت حتى الاختلاف يمكن ان يؤجل.

يقول اهل الفلسفة; فكّر ٣ ثواني قبل الرد، لسنا مثاليون لكن ينبغي ان نظهر بصورة أفضل.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *