مابين جدة واديس ابابا والقاهرة اين الطريق؟؟

عقد قسم كبير من جماهير شعبنا امالا عراضا علي منبر جدة وسرعان ما تبخرت هذه الامال ليتطلع الجميع الي اديس ابابا والتي وان تمخضت عن تصور للحل مبني علي وثيقة الاتفاق الإطاري و التدخل الدولي والاقليمي الا انه من الواضح ان اديس ابابا والقوي التي من خلفها لم تعد تصلح كوسيط والجميع الان في انتظار ما سيخرج به منبر القاهرة، والذي خرج بمجرد حملة للعلاقات العامة بين دول الجوار السوداني مما اعد انتاج المثل العربي تمخض الجبل فولد فارا، فاقصي ما خرجت به قمة دول جوار السودان هي تأكيد وجود مصر ودورها في الشأن السوداني والية من وزراء خارجية تلك الدول بلا تفويض او مهام واضحة اما بقية البيان فقد قاله الجميع قبلا ولا يحتاج الي قمة ومراسم، كان يكفي فقط قروب واتساب لإنجاز هذه المهمة.

ان ما جري في القاهرة ان نظرنا الية بتمعن يصب في اتجاه ما قلناه في مقال سابق ان الحكومة المصرية سوف لن تستطيع تجاوز السقف السياسي لخارطة الطريق التي وضعتها الايقاد وان الحل الوحيد امامها هو الالتفاف عليها بالهروب الي القضايا الفنية والعسكرية وهو ما جربناه في منبر جدة.

ان حل الازمة السودانية هو في الاساس حل سياسي ومن لا يمتلك الشجاعة لتناول القضايا السياسية هو لا يمتلك الشجاعة للحل.

قد هربت الايقاد من مواجهة حقيقة ان الاتفاق إلاطاري لا يمثل إلا قسم قليل من الشعب السوداني وتجاهلت قسما كبيرا من قوي الثورة التي انتجت الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب عبر نقاشات واسعة تم فيها دمج عدد كبير من المواثيق وهي الوثيقة الاقرب الي وجدان الشعب. كذلك قامت الايقاد بتجاهل القوي المدنية الحقيقية الموجودة على الارض ممثلة في الجبهة النقابية ولجان المقاومة وغرف الطواري لتاتي مصر باستكمال مسلسل الهروب بتجاهل الجميع عدا حكومة الامر الواقع الانقلابية.

ان حل الازمة السودانية في ايدي قوي الثورة في جبهتها النقابية ولجان مقاومتها وغرف الطواري وكل القوي المدنية الموجودة علي الارض، والمطلوب هو اصطفاف هذه القوي خلف ميثاق لجان المقاومة وتطويره ليشمل قضايا وقف الحرب واصلاح المؤسسات العسكرية بصورة اكثر شمولا وتفصيلا.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *