البرهان أهان الجيش

تعليق ناري من الكوز ابراهيم بقّال الشهير. الذي شهر سيفه في ساحة الحُرية – الخضراء سابقاً – وهو يتوعد الثوار بمواكب الزحف الاخضر. خرج الزواحف دعما للسُلطة العسكرية على حسب ترتيباتهم المعهودة من حافلات لنقل المأجورين وغالبا ما تكون حافلات وباصات تتبع للصف الخامس من السلسلة الغذائية الكيزانية. تلك الفئة تتكون من اقارب الكوز “المُرتاح” وتكون قد استغلت صلة القرابة في الحصول على تسهيلات عديدة من ترخيص وشراء وجمركة لمشاريع صغير اسرية من ضمنها الحافلات والباصات السفرية. أما بما يختص بالحشد الجماهري وتوزيع تكلفة الوقفة لمناصرة السلطة العسكرية في الحكم فهي من تخصص الكوز بقّال.

تعوّد السودانيين على الكثير من التسريبات عبر الوسائط كــ الواتس اب للمجموعات الكيزانية النشطة في محاربة الثورة والتغيير والديموقراطية ودولة القانون. مما يدل على ضعف الذهنية الإستراتيجية لهؤلاء الكيزان وتُعري “الهالة الكضابة” التي يحاولون ربطها بشخصياتهم ومدى عبقرياتهم وتفوقهم الذهني.

في آخر تسريب يتضح ان مستوى الحوار وصل لحد يثبت فيه ترهل هذا الكيان داخل صفوف كوادره الفاعلة – بمعنى الكوادر القادرة على استحمال مهانات الرفض الشعبي لهم مثل الكادر بقّال والذي هو من القليلين الذين يمتلكون الجراءة (او عدم الإختشا والطمع) للظهور وإبداء التصريحات المخالفة للرأي السوداني الشعبي غير الملوث بالطُغمة الكيزانية.

اليوم بقّال الكوز يعلنها بصراحة في رأيه بما يتعلق بعلاقة الكيزان بالمكون العسكري الحاكم حالياً وتحديداً البرهان. يوضح لنا التسجيل مدى هشاشة العلاقة وحتى عدم الاستعداد للتعامل مع المكون العسكري الذي بحسب التسجيل اثبت لهم عدم اهتمامه او موافقة على الظهور الواضح بدعم الكيزان وبقاياهم وكوادرهم. حتى وصل به الحال وحال من يحشدهم للاستغناء التام عن فكرة العودة بمساعدة مكون انقلاب 25 أكتوبر 2021.

في الجانب الآخر ، نرى موقف ما زال يؤمن بمواصلة العلاقة والعمل مع المكون العسكري وعدم التعرض لرموزه والتقليل من شأنهم داخل حوارات مجموعات الكيزان الإسفيرية بل وبالعكس، على امل الخروج في مسيرات لدعمة.

واقع الحال

الناظر لواقع الحال في الشارع السوداني لهذا اليوم. يجد أن المكون العسكري الانقلابي الحاكم يتعرض يومياً لضربات موجعة من الجيل الراكب راس تصوره بصورة العاجز تماماً. اليوم 12 من شهر ياناير للعام 2022 وبعد التجهيزات الامينة الكبيرة وقفل الكباري بالحاويات استباقا لمليونيه 12 ياناير. يتفاجأ الانقلابيون بإلغاء المليونيه من قبل جميع القوة الحية من لجان المقاومة والثوار. والتمتع بالإضراب والعصيان الشامل الذي فرضة المكون العسكري عبر اجراءاته الأمنية.  ناهيك عن الفشل في التقدم خطوة واحده في تثبيت اركان الانقلاب. حتى الورقة الوحيدة الرابحة بالنسبة لهم تم حرقها باستقالة رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك في الثاني من ياناير 2022 والتي قدمها للشعب مباشرةً.

مع بروز بوادر الحوار برعاية الأمم المتحدة. يتغير المشهد تماماً. أوضح المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرثيز قلق المجتمعي الدولي حول استمرار العنف في الولايات والخرطوم كما أكد على أن دور الأمم المتحدة سيكون دور تنسيقي لتسهيل جلوس جميع الأطراف السودانية للحوار سواء بصورة غير مباشرة في الفترة الأولية للوصول الى طاولة مستديرة لحل الازمة السودانية. كانت ردود الفعل متباينة للمبادرة الحوارية من الأطراف المختلفة وسننتظر معكم مخرجات دورتها الأولية.

مدى التدخل الاقليمي في هذه الحوارات ربما يبدو للبعض بعيدا او محدوداً حسب التصريحات الأولية بان الحوارات ستكون سودانية – سودانية، ولكن اهم محاور الازمة السودانية تتمثل في شخصيات بعينها قد أصبحت عاله على تلك الدول التي تدعمها وتريد منها الوصول لسُدة الحكم لاستمرار ضمان مصالحها.

السعودية كمثال، من الدول الإقليمية صاحبة التدخلات المباشرة خلف الأبواب المغلقة وذلك لضمان أمنها الداخلي من الجبهة اليمينة في الحرب العبثية التي خاضتها ولا تستطيع اليوم الخروج منها باتفاق سلام مع الحوثي او انتصار. وقود هذه الحرب هم الجنود السودانيين من القوات المسلحة في الدعم اللوجستي والتخطيط وفي الخطوط الامامية مرتزقة الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المتهم من جموع السودانيين في المشاركة في جريمة فض الاعتصام وجرائم حرب وابادة في دارفور .

في حالة خروج دقلو من المشهد، تكمن مخاوف السعودية في الحصول على مرتزقة بغطاء شرعي “دولي” للمشاركة في حربها العبثية. كما ان تكلفة الجيوش الخاصة والشركات الأمنية اغلى بمئات المرات من تكلفة المرتزقة التي يسوقهم دقلو اليهم في غتفاقيات اشبه باتفاقيات القرون الوسطى على شرعية السودان كدولة عضو التحالف العربي في اليمن.

ليست السعودية وحدها من سيتضرر من خروج دقلو من الشهد، وهو كذلك الامارات التي وبفضل تهريب موارد السودان من الذهب والصمغ العربي(السوداني) وغيرة أصبحت تتبوأ اعلى المراتب في تصدير الذهب دوم مناجم وتصدير الصمغ العربي دونما وجود شجرة واحدة الامارات.

مصر بقيادة السيسي أصبحت خجلة في التعامل مع ذيولها من قيادات المؤسسة العسكرية في السودان الذين اثبتوا غباءهم مراراً وتكراراً في الوصول لسيناريو السيسي – مصر في السودان. ربما نجحت مصر في مهمة واحدة كانت ملحة عليها وهي خروج الدكتور عبد الله حمدوك من الشهد السياسي في السودان لخطورته على الملف السوداني الذي تتم إدارته من قبل جهاز المخابرات المصري لضمان عدم تقدم السودان وازدهاره كمهدد لموقع مصر في القارة الافريقية والشرق الأوسط ولمواصلة نهب ثرواته من اللحوم الحية والمغلفة والصادرات عموما. بمعنى ان يظل السودان حديقة مصر الخلفية.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *