نوڤمبر البارد – مواكب ضد الجنجويد

شهدت العاصمة لندن وكما اعتادت من كل سبت، شهدت حراك شباب وشيبة واطفال الجالية السودانية المقيمة في بريطانيا بمختلف الاجناس والخلفيات بجميع تفاصيلها عبر مواكب دعت لها العديد من الاجسام المدنية السودانية في بريطانيا من مختلف مُدن المملكة.

مواصلةً لنضالهم السلمي حول العالم ضد مليشيا الجنجويد والتي طالبت مؤخراً الحكومة السودانية بتصنيفها كـ“منظمة ا.ـ.ـر.ـ..ـهـ.ـ.ـابـ.ـ.ـيـ.ـة” لما ارتكتب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ تمردها على الدولة فجر ١٥ ابريل ٢٠٢٣ في سعيها نحو تحقيق الديموقراطية للشعب السوداني ومحاربة الفلول ودولة ٥٦.

نوڤمبر البارد – مواكب ضد الجنجويد- تجمع المواكب – مجلة يا شباب

إجتمعت المواكب أمام مقر الحكومة البريطانية (داونيق إستريت) وتحت انظار الفيلد مارشال الفيكونت آلانبروك ليهتفوا ويوصلوا رسالة فحواها أنّ في السودان شعباً واحد وجيشياً واحد ومن ثُم السير نحو السفارة الأماراتية عارضين القضية السودانية في شوارع العاصمة رافعين مطلبهم بكف دولة الامارات عن دعم المليشيا التي تقتل الشعب السوداني.

عبّر هؤلاء الشباب بشتى الطرق والوسائل عن دعمهم لقواتهم المسلحة الوطنية ولتأكيد حقيقة أن صوت السودانيين في بريطانيا ورأيهم هو ملكية فردية لكل سوداني حُر ولا يمكن لملمتها تحت مظله منظمة واحدة او حتى زيارة شبه رسمية.

تختلف مواكب اليوم عن سابقاتها بالتنظيم المُحكم ووعي الجماهير بضرورة ومسؤولية عرض القضية السودانية على طاولة العالم من اقدم عواصم الديموقراطية والإرث العسكري.

نوڤمبر البارد – مواكب ضد الجنجويد- الطريق نحو السفارة الاماراتية

يأتي هذا الحراك الذي ضجَّ بشوارع صنع القرار البريطاني أينما تواجد، ولا تزال صدى هُتافات الإستهجان التي تلّقاها رئيس وزراء الثورة المُستقيل تُسمع في أزِقة وشوارع وسط العاصمة لندن التي غادرها بخُفَّي حُنين دونما اي نتائج ملموسة للزيارة سوى لفت نظر العالم لمدى إنحسار شعبيته الوطنية والجماهيرية ونهاية دوره الثوري.

_تستوقفنا هنا أيضاً ردود وتصريحات الاحزاب السودانية والتي فضّل اغلبها عدم الوغول في تفاصيل وابعاد الزيارة – ربما لعدم اهميتها.

المرجو من هذا الوعي الفكري والتنظيمي وحتى السياسي، مواصلة عكس الصورة السودانية الاصيلة والوجه الحَسُن لنضالات ابناء وبنات السودان حول البسيطة دونما الركون لتنازُلات وتوليفات لا مُستقبل لها بل من شأنها تعقيد الصورة.

إن الأوطان لا تُدار كما تُدار الشركات او المُنظمات الناشئة، تاريخ الثورة غير مُشِّرق ومزدحم بالتعقيدات التي تبدو في ظاهرها غير قابلة للحل، ولكن الحل سوداني ومن حق الجميع المشاركة في الحل ولنتعلّم من التجربة أن الحل لا يكمن فقط في البل… أو شخصية بعينها.

في ظل الأوضاع الراهنة، تزداد أهمية هذه المواكب والتظاهرات التي تعكس صوت الشعب السوداني في الخارج. فمع استمرار الصراع في السودان وتفاقم الأوضاع الإنسانية، يصبح دور الجاليات السودانية في الخارج أكثر حيوية في نقل الصورة الحقيقية للعالم والضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ مواقف حازمة ضد المليشيات التي تزعزع استقرار البلاد.

نوڤمبر البارد – مواكب ضد الجنجويد- ادانة الامارات – مجلة يا شباب

تأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث تتزايد الدعوات الدولية لفرض عقوبات على المليشيات وداعميها، وتكثف الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية. وفي هذا السياق، تلعب الجاليات السودانية في الخارج دوراً محورياً في دعم هذه الجهود من خلال تنظيم التظاهرات والفعاليات التي تسلط الضوء على معاناة الشعب السوداني وتطالب بالعدالة والمحاسبة.

إن استمرار هذه المواكب والتظاهرات يعكس إصرار السودانيين في الخارج على مواصلة نضالهم من أجل سودان حر وديمقراطي، ويؤكد على وحدة الصف السوداني في مواجهة التحديات الراهنة. كما أن هذه التحركات تسهم في تعزيز الوعي الدولي بالقضية السودانية وتدفع نحو اتخاذ خطوات ملموسة لدعم الشعب السوداني في محنته.

في الختام، يمكن القول إن هذه المواكب والتظاهرات ليست مجرد فعاليات احتجاجية، بل هي تعبير عن روح التضامن والوحدة بين السودانيين في الداخل والخارج، ورسالة قوية للعالم بأن الشعب السوداني لن يتخلى عن حقه في الحرية والكرامة.