الجبهة النقابية طريق النقابيين نحو استعادة منبرهم النقابي

في خطوة جديدة وموفقة من الجبهة النقابية تمكنت ثلاثة أجسام نقابية سودانية منتخبة من حضور اجتماعات المنظمة الافريقية للاتحاد الدولي للنقابات والذي انعقد بمدينة نيروبي في الفترة من 28/11/2023م وحتى 30/11/2023م.

وجد حضور هذه الاجسام ترحيباً من طيف واسع من النقابات الافريقية على الرغم من تسيد نقابات النظام البائد المشهد السوداني في هذا المحفل ولفترة طويلة.

كانت الأسباب وراء هذا الترحيب ان هذه النقابات تحظي بشعبية واسعة وسط قواعدها وتم انتخابها بصورة نزيهة وشفافة لا يجرؤ أحد على القدح في شرعيتها وهذه عملة نادرة لا يستطيع نقابي نية الا ان يحتفي بها. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى هذه النقابات جميعها موجودة بالداخل ولها نشاط حقيقي على الارض بعكس نقابات النظام البائد التي تحول قادتها الي نقابات حزبية معزولة تتسول المقاعد في المنظمات النقابية الاقليمية فمن الذي سمع بموقف هذه النقابات الرافض للحرب كداب الحركة النقابية في السودان وعلى مستوي العالم ومنذ بواكير أيامها؟ وماهي مجهوداتهم في درء الاثار السالبة لهذه الحرب؟

إن المقارنة غير موجودة بين المواقف المشرفة والقوية للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ولجنة المعلمين ونقابة الصحفيين وغيرها من الاجسام المنضوية تحت لواء الجبهة النقابية والتي انخرطت في نشاط حقيقي وملموس من أجل وقف الحرب ودرء اثارها وبين نقابات النظام البائد.

ذكرنا قبلاً إن الجبهة النقابية بأجسامها المنتخبة والمرتبطة بقواعدها هي طريق النقابيين السودانيين نحو انتزاع حقوقهم النقابية وإعادة بناء الحركة النقابية السودانية علي اسس الوحدة والحرية والاستقلالية والديمقراطية…. صحيح قد تبدو مسيرة الجبهة النقابية بطيئة وقد تتنكب بعض أجسامها الطريق، ولكن هذا هو قدر من يعمل وسط القواعد ويتصدى للقضايا. كما إن بناء النقابات السودانية على اسس صحيحة هو أحد الطرق الرئيسية المُفضية الي بناء كتلة مدنية قادرة على وقف الحرب وفرض اجندة السلام وهو طريق طويل وشاق يتطلب منا جميعاً التضامن والدعم.

إن الحركة النقابية العالمية والسودانية قد اتخذت باكراً مواقف واضحة وقوية معادية للحرب وداعمة للسلام، يشهد بذلك الإعلان الخاص بأهداف ومقاصد منظمة العمل الدولية (اعلان فيلاديلفيا) في العاشر من مايو سنة 1944م والتي اكدت على ان لا سبيلّ لإقامة سلام عالمي ودائم الا إذا بني علي اسس العدالة الاجتماعية.

تبع ذلك تكوين اتحاد النقابات العالمي (WFTU) سنة 1945م كرد فعل للحربين العالميتين والتي دفعت فيها الطبقة العاملة ضريبة الدم عشرات الملايين من العمال الذين تم تجنيدهم في الة الحرب الجهنمية التي اودت بحياة الملايين منهم حيث وضع الاتحاد في صدر المبادئ الاساسية الموجهة لعمله النضال من اجل السلام والصداقة بين الشعوب.

كذلك يزخر إرث الحركة النقابية السودانية بالعديد من المواقف المشرفة ضد الحرب والوقوف مع الشعوب في فلسطين والكونغو وجنوب افريقيا وغيرها من الشعوب.

أن من ينظر الي مواقف وممارسات اتحاد النظام البائد ومواقف وممارسات الجبهة النقابية يتضح له جلياً ان المستقبل للجبهة النقابية التي هي امتداد لأرث الحركة النقابية السودانية التليد في الوقوف ضد الحرب والدعوة للسلام والدفاع عن حقوق العاملين.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *